يشهد العالم تحولات وتحديات أثرت
في المجالات السياسية والاقتصادية والثقافية والاجتماعية، مما يطرح على
الأنظمة التربوية أسئلة أساسية وجذرية.. لعل أبرزها : ما دورمؤسسات التعليم
العالي في إحداث تلك التغيرات ؟ إذ لم تعد الجامعات ميداناً للتدريس فحسب،
بل اتسعت مهامها لتكون مراكز للبحث، والتخطيط للمستقبل، وخدمة المجتمع، وأصبح من
الضروري أن تقوم بدورها في البناء الاجتماعي، والثقافي وتحقيق التنمية، وأن تتوطد
علاقتها بالمجتمع على كافة الأصعدة؛ وذلك من خلال تعميق الجوانب الإيجابية في
الشخصية الإنسانية لمساعدتها في القيام بمهامها الدائمة الشاملة في بناء المجتمع.
وعليه، فإن طبيعة
التغيرات الاقتصادية والاجتماعية والثقافية الذي تفرضه الظروف التي تمر بها الدول
العربية تحتم أهمية إصلاح وتطوير منظومة التعليم العالي من أجل المشاركة الفعالة
في مستقبل التنمية وتحقيق أهدافها، إذ تشير العديد من الأبحاث والدراسات إلى وجود
تحديات للتعليم العالي وآفاقه المستقبلية، لذا فإن تناول موضوعاته المستجدة وفق
التحديات الحالية، تعتبر مبررا لعقد هذا المؤتمر الذي تنظمه كلية العلوم التربوية
ومركز تطوير أداء أعضاء هيئة التدريس في جامعة الطفيلة التقنية.